الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

سأكتب عن كل هؤلاء ...

جئت بالأوراق البيضاء و قلمى الرصاص و أباجورتى ذات الإضاءة الخافتة و أطلقت زمام الموسيقى لتنطلق فى الخلفية و قررت أن أكتب .. عن ماذا أكتب .. !!
سأكتب عن الإشتراكية و عن العدالة الإجتماعية , سأكتب عن العدالة فى التوزيع , عن حق الفقراء , سأكتب عن حلمى الأبدى بدولة المساواة , الدولة التى بلا طبقات ......

لا لا سأكتب عن الموسيقى و مدى تأثيرها فى نفوس البشر , سأكتب عن أن الموسيقى دين للجميع , دين يعتنق , الموسيقى لغة لا يفهمها إلا من توافرت لديه خاصية "الإنسانية" , سأكتب عن منير و الشاب خالد و رشيد طه و حمزة الدين و مايكل جاكسون و فيروز ز زياد رحبانى و بوب مارلى و فرانك سيناترا .....

لا لا سأكتب عن الثورة , سأكتب عن النضال , عن الحرية .. عن الكرامة .. عن ماذا يعنى كونك إنسان..!!

سأكتب عن كل هؤلاء .. سأكتب عن إشتراكيتى , عن موسيقاى و أبطالها , عن الثورة و الحرية و الإنسانية ... سأكتب عنك ..!! 

نعم سأكتب عنك يا صغيرتى .. فإذا لم تصبحى معى لن تتحقق العدالة التى احلم بها , سيكون القدر ظالم لى و ينتهى مفهوم العدالة للأبد . 
نعم سأكتب عنك يا صغيرتى .. فأنا لم أعرف سر الموسيقى و لغتها إلا بوجودك , فأنا لم اعتنق ذلك الدين إلا بتبشيرك , عندما أتحدث عنك .. أتحدث عن كل وتر فى عود حمزة الدين ألهب به القلوب , أتحدث عن كل قصيدة ولحن للرحبانى , عن كل تنهيدة و صرخة لفيروز .. فأنت الموسيقى ..!

نعم سأكتب عنك يا صغيرتى .. فأنت الثورة و الإنتفاضة التى أشتعلت بداخلى و لم تنطفأ حتى الأن .
أنت الحرية .. فبوجودك أصبحت حرا أستطيع أن أمسك قلما و ورقة و أبوح عما بداخلى بعد سجن طويل ...

نعم سأكتب عنك يا أندلسية 
فأنت الموسيقى ...
فأنت الثورة ...
أنت الحرية ...
أنت ...
صدقينى لا أجد وصفا (عندما إحتار درويش فى وصف النبيذ وصف لونه بالنبيذى لأنه لا مثيل له )
لذا فأنت .. أنت لا مثيل لك ...
أنت أيقونة لا تتكرر ..
أنت السر .. أنت الأيقونة ...

الاثنين، 10 ديسمبر 2012

رسالة إلى معلومة ...


رسالة إلى معلومة ...
أنت أجمل ما رأت عينى , أنت الجمال ذاته , جميلة من الداخل كما أنت جميلة من الخارج , بداخلك براءة لم أرى لها من قبل مثيل , أستطيع أن أرى تلك البراءة فى نظرتك الشاردة , عندما تشردين مع أفكارك أغار عليك من خيالاتك ....
دعينى أعود إلى جمالك , أنت أخر ملكات سبرطة , تحملين جمال الأندلس بين ثناياكى , شعرك البنى , عيناك السود , بياض الوجه , تفاصيل أصغر و أصغر تجعلك أجمل و أجمل , كيف هربتى إلى عصر لا تنتمى إليه , عصر لا تعرفينه , كيف لطفلة مثلك إلى أن تأتى إلى مثل ذلك الزمن القبيح ....
لم أعرفك جيدا بعد لكن ما عرفته يكفينى لأعلنها , كنز من الطيبة و البراءة و النقاء و الوضوح أغلى من كل كنوز الأرض ..
أنت نقطة مياه فى ليلة مطر غزير, نقطة مياه لم تتلوث , نقطة مياه عزبة تروى ظمأ من يشربك , كل ما فعلتيه أنك تلونتى بلون الشروق فأضفى عليك سحرا و جمالا , نعم..أنت و الشروق متطابقان فكلاكما الحياة يا صغيرتى....
كيف تجعلين كل ما حولك جميل ..يا أندلسية , حين أتحدث عنك..أبتسم , صوتك ,همسك , شرودك , صمتك ...
أنت الفراشة
أنت الحياة
أنت الأندلس الضائعة 

الخميس، 22 نوفمبر 2012

الحدوتة 3

" نجمة النجوم " قالها عادل مهللا لدخول لبنى .. 
عادل هو أحد أصدقاء شريف المقربين..صحفى بالفطرة..إحساس التطفل يجرى فى عروقه..النميمة هوايته الأولى و الأخيرة..يعرف عنك ما لا تعرفه عن نفسك..ويكيبديا متنقلة عن الأصدقاء و المعارف , يكفيه أن تذكر أمامه أسم شخص معين و تتركه "يلود" عشر ثوانى ثم هنيئا لك بالمحتوى الغزيرالمدعم بالتقارير المصورة..الكاميرا لا تفارقه بحكم فطرته و مؤخرا بحكم عمله , يعمل لصالح عدد من المواقع الإخبارية و الفنية و الإجتماعية , كما يبيع صوره لأكثر من جريدة و مجلة , بالإضافة إلى كل ذلك شبكة علاقات لا مثيل لها..يعرف كل الناس و الناس كلها تعرفه...

-عادل : يا أهلا يا أهلا بالفنانة الكبيرة..فى ميعادك بالظبط
- لبنى : مش هتبطل الحركات دى بقى . 
- عادل : و الله ما حركات أنتى فنانة و أنتى عارفة أن ده رأى من زمان .
- لبنى : ماشى يا عم غلبتنى .

عادل ملتفتا إلى أصدقائه : أحب أعرفكم بلبنى..أحسن عازفة كمان فى الميدل إيست 
- لبنى : على فكرة بيبالغ .
- سحب شريف كرسى من جانبه قائلا : أتفضلى يا لبنى..

جلست لبنى , و أخذ عادل يعرفها على الجالسين بالترتيب بداية من مها المحامية المتعصبة لحقوق المرأة أكثر من تعصب أولتراس أهلاوى إلى أبوتريكة , مرورا بخالد محاسب فى إحدى البنوك الأجنبية الذى لا يشغل باله فى الحياة أكثر من النسوان أو "القطط" كما يحب ان يسميهم , و نيفين ملكة الموضة فى الشلة التى لا يخلو حديث لها ابدا عن ذكر أسماء ثلاث أو أربع ماركات عالمية لمنتجات أشترتها الأسبوع اللى فات بس , نهاية بشريف الذى عرفه عادل على إنه "ساحر الإنترنت و ملك الضياع "

تعالت الضحكات من إفيهات عادل المتتالية , الثقيلة أحيانا و لكن الجميع يحبون عادل و يعلمون طبعه جيدا.
إبتسمت لبنى و عرفت نفسها : أنا بقى لبنى و بعزف كمان منفرد و ساعات بشتغل كده مع كام فرقة مجاملة عشان كلهم أصحابى .. و مخلصة اداب إنجليش من سنتين..

فى تلك اللحظات كان شريف يبحث عن أحباله الصوتية ليتحدث و لكن بلا فائدة..
شريف لم يكن يؤمن أبد بفكرة الحب من أول نظرة و مثل هذه التفاهات , قد يكون إعجاب , إنبهار , أى شىء ما عدا الحب..,لكن ما يحدث الأن داخل أوصاله و عروقه  ثورة لم تحدث من قبل فى تاريخ الثورات , كان شريف فى حاجة إلى قنبلة دخان سريعة تنقذه..أشعل سيجارة...
                                                                                     "يتبع"  
       

السبت، 20 أكتوبر 2012

الحدوتة 2

منذ عام مضى .. 
الساعة الثامنة صباحا : 
يستيقظ شريف على صوت رسالة من هاتفه من رقم مجهول كان نصها كالأتى ( أنا أتخطبت و كل شئ نصيب .. أيه ) ظل شريف صامتا شاردا , دفن رأسه فى سريره مرة أخرى مشعلا سيجارة ينفخ فيها آلامه , يعتصرها .. يمتص نيكوتينها كطفل متعلق بصدر أمه .
مر أمامه شريط ذكريات طويل يجمعه مع أيه , الفتاة التى أحبها حقيقة , لم يحاول حتى الأتصال بها , رغم حبه الشديد لها كان بداخله إيمان أن هذه هى النهاية المثالية لتلك العلاقة !!

قرر شريف النسيان و التعامل مع الواقع , أصدر فرمانا عثمانيا إلى قلبه بالتوقف عن الخفقان , و مرسوم ملكى لعقله بألا تأتى على ذهنه , فى الحقيقة .. لقد نجح شريف فى ذلك إلى حد كبير بإستثناء بعض لحظات الأشتياق .

أنغمس شريف مع أصدقائه إلى أبعد مدى , كان يعشق السهر على المقاهى , كان ينتظر حتى يشاهد فترة تبديل الورديات بين عمال المقهى , لم يفهم أبدا سر تعلقه بهذه التفصيلة.

شريف مهندس برمجيات حر , لا يحب العمل فى الشركات , يكره كل ما يقيده , يكره الإلتزامات , يكره المواعيد , متمرد بطبعه...
يعمل على تصميم المواقع أكثر من أى شئ أخر ... تكفيه علبة مارلبورو أحمر و ثلاث زجاجات ستيلا ليخرج عليك بتحفة ألكترونية لم تشاهد مثلها من قبل , أغلب زبائنه من  فرق الأندرجراوند و راديوهات الأنترنت , كانت وظيفته تلك من أكبر مشاكله مع أيه , أيه كانت تريد من شريف ان يعمل فى شركة حيث الراتب الشهرى المضمون و المركز المرموق حتى تستطيع أن تقدمه إلى اهلها , شريف لم يكن يفكر بهذه الطريقة أبدا , شريف حر, خارج الإطار , لا يحب القيود , رغم حبه لأيه حقيقة شريف و أيه لم يكونا متوافقان . 
                                                                              "يتبع"

الحدوتة 1

الساعة 5:24 مساءا .. "غروب الشمس"
السماء صافية
المكان : مقهى عادى 

كان شريف يجلس وسط أصدقائه هائما فى أفكاره سارحا فى مملكته , يستمع إلى حكاوى الأصدقاء و نقاشتهم المعتادة , يهرب إلى هاتفه بحثا عن أى تسلية , يراقب دخان الشيشة الكثيف , يبعثره يمينا و يسارا , يسترق نظرة إلى رجل عجوز يجلس وحيدا بالساعات يوميا , يراوده فضول لمعرفة ما قصة هذا الرجل . 
كان شريف يشعر بأن حدث مهم سيحدث , ثورة ستهز أركان مملكته على وشك الحدوث , كان يشعر بشئ لا يعرفه تحديدا , لكنه يشعر بنقطة تحول .. بركان على وشك الإنفجار 

دخلت لبنى ... فتاة حسناء فى مقتبل العمر , شعرها غجرى طويل , ناصعة البياض , ترتدى قميص أزرق فضفاض يضفى عليها أنوثة لا توصف و بنطلون جينز فاتح يعطيها إقدام وجرأة رعاة البقر الأمريكين ,  خطوتها هادئة , يزين عينيها الكحل الأسود الغامق ليزيد من هاتين اللؤلؤتين غموضا ....  "قاتلة" . 

أنتبه شريف لبدء الفيضان , عرق غزير , إرتباك , محاولات بائسة لصد هذا الهجوم العنيف لكن دون جدوى , لقد أنهارت كل الأنظمة الدفاعية الخاصة بشريف .. 

هنا أنطلق صوت منير يصدح فى المكان " بالحظ و بالصدف قلبك نشن حدف .. و قبل ما قلبى يهرب قلبك صاب الهدف " 
لقد جاءت العلامة لقد تأكد شريف من إندلاعها...الثورة .

كانت تطرق لبنى بأصابعها على الطاولة  , لكنها لم تكن تدرى أنها تدق حصون شريف السرية بقاذفات اللهب , لم تكن تعلم أنها تدق طبول المعركة الحتمية . 

غاب شريف عن الوعى لوهلة يحسبها دهر...
أستيقظ ليلاقى مصيره ...
                                                                                       "يتبع"


الجمعة، 5 أكتوبر 2012

أنا الأنثوية

أنادى..!!
أنادى على...أنا
أنا أنادى على..أنا..!!
 أنا الأنثوية
أين أنت..؟ هل أعتقد أنى وجدتك..!!
   أم أنى وجدتك..!
هل وجدتك و ضيعتك..
  أم لم أراك من الأساس .. !!
     سأبحث عنك.. يا أنا .
     سأنادى عليك.. يا أنا . 
أللقدر دورفى لقائنا...أم أنها لعبة نلعبها..!!
  لعبة خارج الإطار
سأظل ألعبها..و ألعبها..و ألعبها..
إلى أن تلبى النداء.. يا أنا
و يحدث.. الإنصهار..!
لا شئ غير الإنصهار..