السبت، 20 أكتوبر 2012

الحدوتة 2

منذ عام مضى .. 
الساعة الثامنة صباحا : 
يستيقظ شريف على صوت رسالة من هاتفه من رقم مجهول كان نصها كالأتى ( أنا أتخطبت و كل شئ نصيب .. أيه ) ظل شريف صامتا شاردا , دفن رأسه فى سريره مرة أخرى مشعلا سيجارة ينفخ فيها آلامه , يعتصرها .. يمتص نيكوتينها كطفل متعلق بصدر أمه .
مر أمامه شريط ذكريات طويل يجمعه مع أيه , الفتاة التى أحبها حقيقة , لم يحاول حتى الأتصال بها , رغم حبه الشديد لها كان بداخله إيمان أن هذه هى النهاية المثالية لتلك العلاقة !!

قرر شريف النسيان و التعامل مع الواقع , أصدر فرمانا عثمانيا إلى قلبه بالتوقف عن الخفقان , و مرسوم ملكى لعقله بألا تأتى على ذهنه , فى الحقيقة .. لقد نجح شريف فى ذلك إلى حد كبير بإستثناء بعض لحظات الأشتياق .

أنغمس شريف مع أصدقائه إلى أبعد مدى , كان يعشق السهر على المقاهى , كان ينتظر حتى يشاهد فترة تبديل الورديات بين عمال المقهى , لم يفهم أبدا سر تعلقه بهذه التفصيلة.

شريف مهندس برمجيات حر , لا يحب العمل فى الشركات , يكره كل ما يقيده , يكره الإلتزامات , يكره المواعيد , متمرد بطبعه...
يعمل على تصميم المواقع أكثر من أى شئ أخر ... تكفيه علبة مارلبورو أحمر و ثلاث زجاجات ستيلا ليخرج عليك بتحفة ألكترونية لم تشاهد مثلها من قبل , أغلب زبائنه من  فرق الأندرجراوند و راديوهات الأنترنت , كانت وظيفته تلك من أكبر مشاكله مع أيه , أيه كانت تريد من شريف ان يعمل فى شركة حيث الراتب الشهرى المضمون و المركز المرموق حتى تستطيع أن تقدمه إلى اهلها , شريف لم يكن يفكر بهذه الطريقة أبدا , شريف حر, خارج الإطار , لا يحب القيود , رغم حبه لأيه حقيقة شريف و أيه لم يكونا متوافقان . 
                                                                              "يتبع"

الحدوتة 1

الساعة 5:24 مساءا .. "غروب الشمس"
السماء صافية
المكان : مقهى عادى 

كان شريف يجلس وسط أصدقائه هائما فى أفكاره سارحا فى مملكته , يستمع إلى حكاوى الأصدقاء و نقاشتهم المعتادة , يهرب إلى هاتفه بحثا عن أى تسلية , يراقب دخان الشيشة الكثيف , يبعثره يمينا و يسارا , يسترق نظرة إلى رجل عجوز يجلس وحيدا بالساعات يوميا , يراوده فضول لمعرفة ما قصة هذا الرجل . 
كان شريف يشعر بأن حدث مهم سيحدث , ثورة ستهز أركان مملكته على وشك الحدوث , كان يشعر بشئ لا يعرفه تحديدا , لكنه يشعر بنقطة تحول .. بركان على وشك الإنفجار 

دخلت لبنى ... فتاة حسناء فى مقتبل العمر , شعرها غجرى طويل , ناصعة البياض , ترتدى قميص أزرق فضفاض يضفى عليها أنوثة لا توصف و بنطلون جينز فاتح يعطيها إقدام وجرأة رعاة البقر الأمريكين ,  خطوتها هادئة , يزين عينيها الكحل الأسود الغامق ليزيد من هاتين اللؤلؤتين غموضا ....  "قاتلة" . 

أنتبه شريف لبدء الفيضان , عرق غزير , إرتباك , محاولات بائسة لصد هذا الهجوم العنيف لكن دون جدوى , لقد أنهارت كل الأنظمة الدفاعية الخاصة بشريف .. 

هنا أنطلق صوت منير يصدح فى المكان " بالحظ و بالصدف قلبك نشن حدف .. و قبل ما قلبى يهرب قلبك صاب الهدف " 
لقد جاءت العلامة لقد تأكد شريف من إندلاعها...الثورة .

كانت تطرق لبنى بأصابعها على الطاولة  , لكنها لم تكن تدرى أنها تدق حصون شريف السرية بقاذفات اللهب , لم تكن تعلم أنها تدق طبول المعركة الحتمية . 

غاب شريف عن الوعى لوهلة يحسبها دهر...
أستيقظ ليلاقى مصيره ...
                                                                                       "يتبع"


الجمعة، 5 أكتوبر 2012

أنا الأنثوية

أنادى..!!
أنادى على...أنا
أنا أنادى على..أنا..!!
 أنا الأنثوية
أين أنت..؟ هل أعتقد أنى وجدتك..!!
   أم أنى وجدتك..!
هل وجدتك و ضيعتك..
  أم لم أراك من الأساس .. !!
     سأبحث عنك.. يا أنا .
     سأنادى عليك.. يا أنا . 
أللقدر دورفى لقائنا...أم أنها لعبة نلعبها..!!
  لعبة خارج الإطار
سأظل ألعبها..و ألعبها..و ألعبها..
إلى أن تلبى النداء.. يا أنا
و يحدث.. الإنصهار..!
لا شئ غير الإنصهار..